غدا .. انتخابات رئاسة الفيفا وسط جدل كبير حول اتهامات بالفساد والرشوة
الأهرام
تجرى غدا الأربعاء انتخابات الاتحاد الدولى لكرة القدم على منصب رئيس الفيفا، وسيكون فيها السويسرى جوزيف بلاتر المرشح الأوحد، بعد أن أعلن القطرى بن همام انسحابه من السباق جراء اتهامه بقضايا فساد خلال حملته الانتخابية.
وتعد انتخابات رئاسة الفيفا التى حسمها بلاتر بالتزكية بعد انسحاب بن همام الأكثر جدلا فى تاريخ الاتحاد الدولى لكرة القدم بعد تبادل الاتهامات بالفساد بين بلاتر ونائبه القطرى محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوى فى شتى وسائل الإعلام العالمية.
واحتفظ السويسرى جوزيف بلاتر بمقعده على عرش كرة القدم العالمية لمدة 13 عامًا، وسيواصل بلاتر رئاسته للفيفا لدورة جديدة لمدة أربع سنوات فى ظل غياب العديد من أساطير كرة القدم فى العالم برغم كونه لم يلعب كرة القدم فى حياته.
ولد بلاتر فى 10 مارس 1936 بمدينة فيسب السويسرية وتخرج من كليتى سيون وسانت موريس ثم حصل على بكالوريوس فى إدارة الأعمال والاقتصاد من كلية الحقوق فى لوزان، وبدأ مسيرته فى رئاسة الاتحاد الدولى منذ أن تم انتخابه فى يونيو 1998، خلفا للبرازيلى جواو هافيلانج.
وأكد بلاتر فى بداية حملته الانتخابية أنه لم يكمل عمله فى منصبه برئاسة الفيفا ولا يزال مفعما بالطاقة من أجل الحصول على ولاية رابعة، وأضاف "أنا فى عامى الـ 13 فى منصب رئيس الفيفا وعامى الـ 36 فى الاتحاد الدولى لذلك أضع نفسى تحت تصرف المجلس".
وبعد انسحاب المرشح القطرى محمد بن همام، نائب رئيس الفيفا من الانتخابات، سنحت الفرصة لبلاتر للاحتفاظ بمنصبه، ويأتى انسحاب بن همام المفاجىء بعد العديد من الاتهامات التى تعرض لها بالفساد والرشوة خاصة لدعم الملف القطرى لتنظيم مونديال 2022.
وشدد القطرى محمد بن همام، رئيس الإتحاد الآسيوى، فى بداية حملته الانتخابية على أن رغبته فى الترشح لرئاسة الفيفا تأتى فى ظل تطلعه إلى تطوير كرة القدم فى العالم، وقال إن بلاتر الرئيس الحالى للفيفا لم يعد لديه أى جديد ليقدمه لكرة القدم، نافيا وجود خلافات بينهما.
ولكن بمرور الوقت وبعد احتدام الصراع على منصب رئاسة الفيفا ظهرت الخلافات الكبيرة بين بلاتر وبن همام، وتبادل الاثنان الاتهامات بالفساد والرشوة وعلى إثر ذلك قرر الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم عدم التصويت فى انتخابات الفيفا على خلفية عدم التصويت للملف الإنجليزى لتنظيم مونديال 2018 وشبهة الفساد فى اختيار الدولة المنظمة للمونديال واختيار روسيا بدلا منها.
وأدت هذه التصريحات إلى تحويل بلاتر وبن همام إلى لجنة الأخلاق بالفيفا للتحقيق فى خرق قانون الأخلاق وادعاءات الاحتيال فى انتخابات الفيفا إلى جانب جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف ومسئولين اثنين فى الاتحاد الكاريبى ديبى مينجيل وجايسون سيلفيستر.
وأعلن بيتروس داماسيب، نائب رئيس لجنة الأخلاق، إيقاف محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم بالإضافة إلى الترينيدادى جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف على الصعيدين الإقليمى والدولى، وذلك بصفة مؤقتة، كما قررت اللجنة أن بلاتر ليست هناك أية قضية ضده وبالتالى يتم إعفاؤه من جميع التحقيقات التى ستجرى فى هذا الصدد، فيما ستستمر التحقيقات بشأن بن همام ووارنر.
وأعرب محمد بن همام عن دهشته من قرار إيقافه بشكل مؤقت من قبل لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي (الفيفا) على الرغم من عدم اتهامه بأى شىء، واعتبر هذا القرار غير عادل وغير مفهوم.
وقال بن همام "لقد تم استدعائى للمثول أمام لجنة الأخلاق لوجود اثباتات قوية ضدى بحسب وجهة نظر جيروم فالكه أمين عام الاتحاد الدولى، غير أن لجنة الأخلاق لم تجد الاثباتات كافية لتوجيه التهمة لى، وكان من المفترض أن تمنحنى اللجنة حسن النية، لكنها فى المقابل قررت وقفى عن ممارسة جميع الأنشطة الرياضية".
وأعلن بن همام عن نيته فى الاستئناف ضد قرار لجنة الأخلاق بإيقافه ودعا الفيفا لإلغاء قرار الإيقاف المؤقت قبل الأول من يونيو المقبل - يوم انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد - حتى يتمكن من التصويت.
كما أعرب بن همام عن أسفه الشديد حيال اتخاذ اللجنة قرارها بهذه الطريقة، مشيرا إلى أنه عوقب قبل أن تثبت إدانته.
كما قام جيروم فالكه بالرد على اتهامات بن همام بالتأثير على قرارات لجنة الأخلاق قائلا "إن اتهامى بالتأثير فى لجنة الأخلاق وإجراءاتها ليس سوى ادعاء محبط ولا أساس له من الصحة. إذ لم أحضر أبدا أى اجتماع من اجتماعات اللجنة".
بينما أكد بلاتر أنه حزين لاتهامات الفساد التى طالت عدة مسئولين داخل الاتحاد، وأضاف "أعطت لجنة الأخلاق حكمها ولا أريد أن أدخل فى تفاصيله. كل ما أريد قوله هو أننى حزين لما حدث وأن صورة الفيفا تضررت كثيرا من هذه القضية".
وفى النهاية فإن انتخابات رئاسة الفيفا هذا العام شهدت جدلا كبيرا بين المرشحين مما أعطى انطباعا أن الاتحاد الدولى لكرة القدم يدار بطريقة غير موضوعية، خاصة وأنها كشفت
الوجه القبيح لطريقة التصويت فى اجتماعات الجمعية العمومية للفيفا لاختيار الدولة المنظمة للمونديال وما يترتب على ذلك من اتهامات بالفساد والرشوة والتأثير على أعضاء الجمعية العمومية بالمال، وهى الاتهامات التى لم تثبت أو تنفى حتى هذه اللحظة من قبل أى مسئول بالفيفا.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين في زيوريخ أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر أن الفيفا لن يقوم بإجراء أي تحقيق بشأن ملف قطر 2022 لعدم وجود أدلة بهذا الشأن، وذلك على الرغم من الادعاءات التي ساقتها صيحفة "صنداي تايمز" البريطانية، وقيام لجنة تحقيق بريطانية برلمانية بالتحقيق في القضية.
وأشار إلى أن الفضائح الأخيرة التي شهدها الفيفا ألحقت أذى كبيرًا بهذه المؤسسة، وشوهت سمعتها، رافضا أن يصف الأمر بالأزمة.