وجدت دراسة جديدة أن متلازمة الأيض أقل
انتشارا بنسبة 36% بين الملتزمين بحمية نباتية مقارنة بغيرهم، وفق تقرير
أتاحته خدمة “يوريك أليرت”.
ونظرا لأن متلازمة الأيض نذير بمخاطر أمراض
القلب والسكري والسكتة، تظهر هذه النتائج أن النباتيين أقل تعرضا لمخاطر
الإصابة بهذه الأمراض.
وتعني هذه المتلازمة ظهور ثلاثة من أعراض: ارتفاع ضغط الدم،
وانخفاض الكولسترول الجيد، وارتفاع مستويات سكر الدم والدهون الثلاثية، وزيادة محيط الخصر.
وكانت الجمعية الأميركية للحمية أصدرت عام
2009 “ورقة موقف” أكدت صلاحية الحمية النباتية لكافة الأعمار، وارتباطها
بانخفاض مستويات ضغط وكولسترول الدم وانخفاض الإصابة بأمراض القلب والسكري
والسرطان.
ووجدت لدى النباتيين انخفاضا للبدانة،
وزيادة الألياف الغذائية، والمغنسيوم والبوتاسيوم، وفيتاميني(ج) و(هـ)
والفولات، والصبغات ومضادة الأكسدة والكيميائيات النباتية.
نمط المعيشةأجرى الدراسة الجديدة باحثون بمركز أدڤتست للصحة بجامعة لوما ليندا، بقيادة نيكوس ريتزو، ونشرت بدورية “رعاية السكري”.
ووجدت أن نسبة الإصابة بمتلازمة الأيض بين
النباتيين تبلغ 25% و27% بين أشباه النباتيين المستهلكين للألبان والبيض،
و39% لغير النباتيين.
وصمدت النتائج حتى بعد احتساب عوامل العمر والنوع والعرق والنشاط البدني ومقادير السعرات والتدخين وتناول الخمور.
يقول د. ريتزو إنه نظرا لارتفاع معدل
الإصابة بمتلازمة الأيض بأميركا، وآثارها الضارة بالصحة، سعى وفريقه لدراسة
أنماط المعيشة الفاعلة في الوقاية من هذا الاضطراب وفي علاجه أيضا.
نتائج مفاجئةويضيف الباحث أنه لم يكن متأكدا بداية من وجود فرق كبير بين النباتيين
وغيرهم في معدل الإصابة بمتلازمة الأيض، وفوجئ بمدى الفروق بينهم. وهذا
يظهر أن العوامل المحددة لنمط المعيشة كنوع الغذاء هامة في منع متلازمة
الأيض.
تناولت الدراسة حالات سبعمائة فرد من
الراشدين السبتيين، تم اختيارهم عشوائيا من “دراسة صحة طائفة السبتيين2″
وهو مشروع بحثي يدرس صحة مائة ألف من طائفة السبتيين بأميركا وكندا، وهي
طائفة مسيحية تلتزم بشريعة العهد القديم في الطعام وغيره، وتتبنى سلوكيات
منضبطة.
وكان 35% من العينة المدروسة نباتيين، ومتوسط أعمار النباتيين وأشباه النباتيين أكبر بثلاث سنوات من متوسط أعمار غيرهم.
ورغم كبر أعمارهم نسبيا، أظهر النباتيون
انخفاضا بمستويات الدهون الثلاثية بالدم وسكر الدم وضغط الدم ومحيط الخصر
ومؤشر كتلة الجسم مقارنة بباقي أفراد العينة.
كذلك، أظهر أشباه النباتيين انخفاضا واضحا في مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر، مقارنة بغير النباتيين الذين يتناولون اللحوم بانتظام.
نتائج منطقيةيخلص قائد “مشروع دراسة صحة طائفة السبتيين2″ د. غاري فريزر إلى أن دراسة
ريتزو تظهر أن الحمية السليمة تقلل عوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين،
وهي جزء من متلازمة الأيض، وأن التوجه نحو حمية نباتية خيار معقول تماما.
وفي حديث للجزيرة نت اعتبر استشاري طب القلب والباطنة بالقاهرة د. عباس
الموصلي أن نتائج هذه الدراسة منطقية ومتسقة مع المعرفة المستقرة، لأن
البروتينات والدهون بالحمية غير النباتية تؤدي بالضرورة للبدانة وزيادة
الدهون الثلاثية والكولسترول الضار.
كما تؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم أو “عدم تحمل الكربوهيدرات” لدى غير مرضى السكري، وهذه كلها تؤدي لمتلازمة الأيض.
كذلك، تحوي الحمية النباتية كميات مفيدة من
الألياف ومضادة الأكسدة كفيتاميني(ج) و(هـ)، والفولات، والفلافونويد،
والسيلينيوم والزنك، التي تقاوم بدورها الجذور الحرة المسببة لأمراض القلب
والشرايين وأمراض الشيخوخة والتدهور الإدراكي.
يُذكر أن مراجعة بحثية شملت 87 دراسة، نشرت
في أبريل/ نيسان 2004 بدورية “مراجعات التغذية” وجدت الحمية النباتية فعالة
للغاية في خفض الوزن ومخاطر الإصابة بأسقام البدانة.
وأظهرت أوزان النباتيين أقل بـ(3-20)
بالمائة، وأن فقد الوزن لديهم لا يتوقف على التمرينات أو عدد السعرات
الغذائية، ويحدث بمعدل نصف كيلوغرام أسبوعيا.
جريدة نورت