سي أن أن: "شاعر المليون" ساهم في تغيير العالم العربي
العرب أونلاين
أبوظبي- العرب أونلاين: هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حركت المشهد الابداعي الإقليمي، وحولت العاصمة الإماراتية إلى مركز ثقافي عالمي.
عدت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية برنامج "شاعر المليون" أحد أهم برامج "التغيير" في المنطقة العربية الذي استقطب ملايين المشاهدين والمصوتين، وغيّر النظرة إلى العالم العربي.
وصنف الشبكة في تقرير نشرته على موقعها باللغة الانكليزية، حول برامج المسابقات لاكتشاف المواهب، برنامج "شاعر المليون" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن أهم برامج المسابقات بالعالم أسوة ببرنامج "اميركان أيدول"، واصفة إياه بمسابقة الفرصة الفريدة والتقدم إلى الأمام.
وأشارت إلى أن برامج تلفزيونية مشابهة أخرى في عدد من دول العالم تعتمد على التصويت في ظاهرة تعمق التقاليد الديمقراطية بعيداً عن التعصب القبلي والديني.
ووصفت سينثيا شنايدر أستاذة الممارسة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون الاميركية برنامج "شاعر المليون" بالمنصة الديمقراطية المفتوحة لكل المشاركين من الشعراء.
وقالت في تصريح لشبكة "سي ان ان" "برنامج شاعر المليون منصة مفتوحة تماما، يمنح الفرصة لأي شخص للمشاركة على أساس موهبته الفردية، كما يعطي المشاهدين الحق في التصويت الامر الذي يعني تطوراً جذرياً في التقاليد الجماهيرية العربية".
وذكّرت شبكة "سي ان ان" بمشاركات مميزة لشاعرات مثل حصة هلال "ريمية" وعيدة الجهني، رغم كل الضغوط من أفراد الأسرة والقبيلة للانسحاب من المسابقة بسبب كونها أنثى.
وتنافست الشاعرة السعودية المثيرة للجدل حصة هلال على لقب برنامج "شاعر المليون" الواسع الانتشار والذي شنت خلاله حربا على الفتاوى "الشريرة" وتعرضت بسببها لتهديدات بالقتل.
ووصلت حصة هلال إلى المرحلة النهائية من البرنامج الذي تبثه قناة أبوظبي ويحصل الفائز فيه على جائزة قدرها 1.3 مليون دولار "5 مليون درهم"، ووقفت أكثر من مرة أمام لجنة التحكيم حاملة بقوة على الفتاوى المتطرفة وعلى رجال الدين المتشددين.
وأثارت موضوع احتدام الجدل حول هذه المرأة المنقبة التي تجاهر بتأييدها للاختلاط بين ال****ن في مجال العمل، والتي تجاهر بصوتها الأنثوي.
ووصفت سينثيا شنايدر مشاركة هلال والجهني في برنامج "شاعر المليون" بالرسالة المؤثرة للغرب خصوصاً، مؤكدة ان صداها يبدو أكثر تأثيراً من تساؤل مسؤول أميركي حول عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
وقالت "إن المشاهدة الكثيفة لبرنامج "شاعر المليون" تؤكد تفاعله المؤثر مع الجمهور، كما ان طريقة التصويت تجاوزت التعصب العرقي عندما يركزالجمهور على الموهبة أكثر من أي شي آخر".
وشددت بقولها ان برنامج "شاعر المليون" أحيا الشعر النبطي في البلدان الخليجية، اضافة الى الشعر العربي، كما فعلت برامج المواهب باحياء الغناء والموسيقى الشعبية.
وركزت على ارتداء المتسابقين الاماراتيين لزيهم التقليدي، فيما يرتدي بعض المشاركين العرب الملابس التي تمثل بلدانهم في ايحاء معبر للتقاليد المحلية.
وكانت وكالات أنباء وصحف عالمية قد أجمعت على الاستقطاب الجماهيري الهائل لبرنامج "شاعر المليون" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بهدف إعادة إحياء تراث الشعر النبطي في منطقة الخليج العربي، واصفة إياه بأكبر مسابقة شعرية في العالم، ومُشيرة إلى أن أكثر من 18 مليون شخص يُتابعون كل أمسية من أمسياته.
وفي إحصائية أولية باستخدام محرك البحث غوغل، أشارت النتائج إلى تناقل الآلاف من الصحف العالمية أخبار برنامج "شاعر المليون" ودور هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في تحريك المشهد الثقافي الإقليمي، واستراتيجيتها الهادفة لتحويل العاصمة الإماراتية إلى مركز ثقافي عالمي.
وقالت وسائل الإعلام الأجنبية إن أبوظبي أضحت بوابة للانفتاح المنضبط والاعتدال على الصعيد العربي، مُشيرة لمشاركة الشاعرات جنبا لجنب مع الشعراء في أضخم برنامج شعري على مستوى العالم.
وشبهت وكالتا الصحافة الفرنسية و"اسوشيتد برس" الأميركية برنامج "شاعر المليون" بـ "أميركان أيدول" أكبر برنامج أميركي يستقطب المشاهدين في العالم لاكتشاف المواهب.
وقال مصدر في إدارة برنامج "شاعر المليون" إن الاهتمام الاعلامي الهائل من قبل وسائل إعلام غربية لا تهتم غالبا بالأخبار الفنية المحلية، يكشف القيمة الإبداعية لبرنامج "شاعر المليون" وبراعة إنتاجه التي دفعت المراسلين الأجانب إلى التركيز عليه في تقارير مطولة وتحليل مضمونه.
الجدير بالذكر أنّ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الجهة المنتجة والداعمة لبرنامجي "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" والعديد من الأنشطة الثقافية والتراثية والأدبية وضمن استراتيجتها الهادفة، قد أعلنت عن تغييرات جديدة من ناحية التناوب في إقامة برنامجي شاعر المليون" و"أمير الشعراء"، في ظلّ النجاح الكبير والأصداء العالمية الواسعة التي حققتها المسابقتين، حيث تقرّر إقامتهما بالتبادل سنوياً.
وأوضح مصدر بأكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن ذلك سوف يتيح لكل من حامل لقب أمير الشعراء وحامل بيرق شاعر المليون الاحتفاظ به لفترة زمنية أطول، ويسلط مزيد من الأضواء الثقافية والإعلامية عليهما وعلى كافة الشعراء الذين يشاركون سنوياً، بحيث يتم تنظيم فعاليات أدبية للمشاركين على مدار العام، وطباعة دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم، وضمان توزيعها بشكل أمثل.
كما أنّ ذلك يُعطي لجان التحكيم فرصة أكبر لاختيار الشعراء المُبدعين خاصة مع مشاركة الآلاف من المترشحين سنوياً في مجالي الشعر النبطي والشعر الفصيح.
فضلا عن إعطاء مساحة أطول لفريق الإعداد وإدارة البرنامج للتحضير للمسابقة وابتكار الأفكار التطويرية المُبدعة، والتجديد المتواصل من النواحي الفنية والإخراجية، والتي تتم سنوياً وفق أرقى المعايير العالمية.