احمد عز .....................

احمد عز


"إيناس الدغيدي جابتني من بيتنا وعملتني نجم"، بهذه الكلمات القليلة لخص الفنان الشاب أحمد عز مشواره الفني، وامتنانه العميق للمخرجة إيناس الدغيدي التي ولد أحمد عز الفنان على يديها.

الفنان أحمد عز واحد من أولئك الذين يولدون ليكونوا نجوم سينما، تكوين شكلي وجسماني لا يليق سوى بنجم سينمائي، لم يخف عليه هذا بالطبع منذ تفتح وعيه، فاتجه على الفور، بجوار عمله في مجال السياحة، إلى المهنة المناسبة له، والتي لا تشترط فيمن يمارسها سوى هذه الميزة، الوسامة والقوام الممشوق، وأقصد مهنة "عارض أزياء".

لكن سريعا ما اكتشف الشاب الوسيم أن مهنة "عارض الأزياء" لم تحقق له الشهرة والنجومية التي يحلم بها، بالإضافة إلى شعوره بوهج هذه النجومية، عندما تعاون مع المطربة السورية أصالة في تسجيل أحد كليباتها، "لمى جت عينك في عيني"، فقرر الاتجاه للتمثيل.

وبالفعل جاءت الفرصة على يد المخرجة إيناس الدغيدي، التي أسندت له دورا صغيرا في فيملها "كلام الليل"، عام 1988 مع يسرا وأشرف عبد الباقي وجالا فهمي، وقدم بعده أدوارا قصيرة في فيلمي "الشرف" للمخرج محمد شعبان مع الفنان أشرف عبد الباقي، و"شباب تيك أواي" مع منة شلبي وماجد الكدواني وعلاء مرسي، وكلها كانت أدوارا قصيرة غير مؤثرة، وبالإضافة لنصيحة إيناس الدغيدي، شعر عز بحاجته إلى دراسة التمثيل، فالتحق بورش تعليم التمثيل، وكان منها "ستوديو الممثل" لمحمد عبد الهادي ومحمود حميدة.

وكان المسرح خطوة متعجلة من عز، الذي شارك عام 2002 في معالجة جديدة لمسرحية نجيب سرور "ياسين وبهية" للمخرجة السورية رولا، مع الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، على مسرح الهناجر، في تجربة لم يكررها حتى الآن.

وسرعان ما انتقل عز من مجرد "تجريب" الوقوف أمام الكاميرا، والبحث عن الطريقة الأفضل لمواجهتها، إلى مرحلة النجومية، عندما أسندت له المخرجة إيناس الدغيدي عام 2002، دور البطولة في فيلمها "مذكرات مراهقة" أمام الوجه الجديد –آنذاك- هند صبري، وكما نجح الفيلم في إثارة الجدل، نجح أحمد عز في حفر ملامح وجهه في عيون المشاهدين.

يمكن اعتبار عامي 2004 و2005، عامي انتشار أحمد عز الدين علي عز، الذي عرفته الجماهير بـ"أحمد عز"، وتثبيت أقدامه في الساحة الفنية، حيث قدم في 2004 ثلاثة أفلام ومسلسل تليفزيوني، "يوم الكرامة" عن بطولات حرب الاستنزاف، و"حب البنات" مع ليلى علوي وحنان ترك وأشرف عبد الباقي، واضطر فيه إلى الظهور في الفيلم بلحية قصيرة، لتزيد من سنة ليتناسب مع دور حبيب ليلى علوي.

و"سنة أولى نصب" مع خالد سليم وداليا البحيري واللبنانية نور، في بطولة جماعية لفيلم غنائي، بالإضافة إلى مسلسل "ملك روحي" في أولى تجاربه الدرامية مع الفنانة يسرا.

أما عام 2005 فشهد طرق عز لأبواب جديدة عليه في السينما، فابتعد تدريجيا بعد فيلمه "الباحثات عن الحرية"، مع إيناس الدغيدي، عن الادوار الرومانسية، ليقدم أفلام الحركة والتشويق، بداية من فيلم "ملاكي اسكندرية"، الذي يمكن كتابة تاريخ أحمد عز بداية منه.

من خلال عدة تصريحات صحفية، كشف أحمد عز عن جوانب عديدة في شخصيته، فقال عن أحلامه في التمثيل: أربعة نجوم يمثلون لي مرجعية فنية وشخصية، وهم: رشدي أباظة في رجولته، وقدرة أحمد زكي على التقمّص، وحضور وجاذبية عمر الشريف على الشاشة، وحرفية نور الشريف الفنية.

أما عن حياته الشخصية فأكد رومانسيته وتقديسه للحياة العائلية قائلا: المرأة التي أحبها تكون لدي العالم بأجمعه، وأشعرها أنها كل العالم، وأحب أن أكون أهم شيء في حياتها.

منذ عام 2006، وضع أحمد عز، المولود في 23 يوليو 1971، صورته في صدارة ألبوم نجوم التمثيل في مصر والوطن العربي، ولم تعد أفلامه الغرض منها التواجد أو تقديم موهبته، وإنما تصدى بشجاعة لمعالجة قضية خطيرة في فيلم "الرهينة" للمخرجة ساندرا نشأت، وهي قضية الإرهاب العالمي، الموجه لضرب الوحدة الوطنية في مصر، ورغم اعتراض البعض على مباشرة التناول للقضية في الفيلم، وغلبة اللهجة الخطابية على سيناريو الفيلم، فإنه سيظل تجربة جديرة بالاحترام، هو والأغنية الدعائية التي غناها له الإماراتي حسين الجسمي "بحبك وحشتيني".

واصل عز تقديم أفلام التشويق والأكشن، فشهد عام 2007 تقديم فيلم "الشبح" إخراج عمرو عرفة، وظل طوال الفيلم يبحث عن هويته مع الجمهور، وكلما ظهر خيط للتعرف على حقيقته يتم قطعه، وهو الفيلم الذي قدم الفنان الشاب أحمد سعد أغنيته "سألت نفسي"، وعبرت بشدة عن قصته.

بعد نجاح عز في أفلام التشويق والإثارة، قدم فيلما ثالثا عام 2008 بعنوان "مسجون ترانزيت" مع ساندرا نشأت، في ثالث تعامل لهما معا، واعتمد على قصة بوليسية قائمة على أسلوب إرباك المشاهد، بدفعه للتفكير في القصة بشكل، وتقديم شيء آخر تماما، وشهد هذا الفيلم موقفا للنجم الكبير نور الشريف، قدم فيه درسا في كيف يتعالى النجم عن الصغائر، وكيف يتم احتضان الشباب وتشجيعهم، عندما رفض كتابة اسمه على أفيش الفيلم قبل أحمد عز.

وفي 2009 قدم عز فيلم "بدل فاقد"، وقدم فيه لأول مرة شخصيتين، متناقضتين، "المجرم" و"الضابط"، ونجح في الانتقال بسهولة بين الشخصيتين دون أن تهرب منه تفاصيل الدورين.

وفي مفاجأة من العيار الثقيل، وافق عز مؤخرا على الاشتراك في فيلم يجمعه بالنجم أحمد السقا، بعنوان "المصلحة"، من إخراج ساندرا نشات، ويقدم فيه عز دور تاجر مخدرات يتحدى ضابط الشرطة الذي يقوم بدوره أحمد السقا.

في الفن