Admin Administrator
سجل بتاريخ : 14/12/2010 عدد المساهمات : 211
| موضوع: احمد الشبكى يكتب قصة وحكمو الأحد 01 أكتوبر 2017, 1:31 pm | |
| قصة وحكمة | | بقلم : احمد الشبكى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | | كان ياما كان فى قديم الزمان رجل بسيط يخرج كل يوم الى عمله يقطع الاغصان ويجمع الاخشاب ليصنع حطباً ويذهب الى السوق ليبيعه و يشترى بالمال طعام يومه الذى يكفيه بالكاد .
فى احدى الايام وهو متجها نحوالغابه وقف عند بئر ليشرب كما يشرب المارة فى هذا الطريق ثم توجه الى عمله ، واثناء تقطيع الاخشاب وجمع الحطب جلس اسفل شجرة قليلا ليستريح ، فغالبه النوم لوقت قصير ، وفى حلمه اثناء غفوته شاهد نفسه يرتدى اغلى الثياب والحلي وياكل اطيب واشهى الطعام ، ويسكن فى اجمل واكبر قصر فى بلدته والكل يأتمرون بأمرة ، ويطيعونه ولا يخالفه احد فى البلدة بل كان له الامر والنهي عليهم .
ولكنه استيقظ من حلمه فجاءه على لدغه ثعبان صغير فى قدمة جعلته يتألم، فاخذ يعالجها حتى استطاع ان يحرك قدمه، وقام وجمع حطبه واستطاع بالكاد ان يذهب الى السوق ليبيعه .
وبعد ان خرج من السوق وقف قليلا ليفكر فيما جال فى خاطره وهو فى غفوته وكيف افاق منها ، واخذ هذا الخاطر يجول فى عقله وافكارة الى ان ذهب الى كوخه الصغير.
وفى صباح اليوم التالى خرج كعادته الى الغابه ليجمع الحطب ، وفى اثناء انشغاله بقطع الاخشاب لمح ظل لشخص شعر انه يراقبه، فانتابه حاله من القلق والتوتر لبعض الوقت ، فالتفت بسرعه خلفه ليعرف من هو صاحب هذا الظل .
وجد امامه رجلا كهلا انحنى ظهره من طيله السنين والايام الفائته من عمرة واكتست رأسه ولحيته بالشعر الابيض الناصع ، وكان واقفا متكأ على عصا صغيرة يسند عليها ليقف .
قال له ماذا انت بفاعل يابني ؟
رد عليه الرجل وهو مرتاب من أمرة
انا اقوم بعملي في قطع وجمع الحطب ، فهذا مصدر رزقي
فقال له الكهل : رزقك بيد الله ، وكلنا عباد الله ، والله هو الرزاق
رد عليه الرجل : ونعم بالله
فقدم الكهل خطواته وقال له :
ولكن احذر يا ولدى من غدر الايام ولا تجعل شيطانك يصور لك ان الرزق بيدك ، لكن اسعى واتعب والرزق بيد الله .
رد عليه الرجل : من انت ايها الكهل العجوز !!؟؟
رد عليه وهو يستدير : ستخبرك الايام يا ولدى لا تستعجل الامور .
واختفى الكهل عن نظر الرجل فجأه ، فازداد ريبه ورهبه مما حدث ، واخذ يفكر هل هذا حقيقي ام خيال ، ومن هذا الكهل وكيف اتى ومتى غادر المكان ؟
وفكر قليلا ثم عاود العمل مره اخرى فى قطع الاشجار ، وفى احدى المرات وهو يضرب ببلطته احد الاغصان الخشبيه لمعت فى عيناه اجزاء من الغصن لا تدل انها خشبيه .
اخذها بيده وتأملها قليلا ، فاذا بها اغصان من ذهب تبرق بريق لم يشاهده من قبل ، فاخذ يقطع فى الاغصان ما استطاع ان يقطعه وحمله ورجع مهرولا الى السوق وباع الذهب واشترى حديقه جميله فى بلدته وبنى فيها قصرا ليسكن فيه بدلا من الكوخ القديم المتهالك ، وكان كل يوم يذهب اليه سكان البلده لينالوا منه العطايا والاموال ، وهو يخرج كل يوم ليلا فى سريه ليقطع من اغصان هذه الشجرة التى تطرح اغصان ذهبيه .
وفى احد الايام جلس قليلاً يفكر كيف يخبىء هذه الشجرة حتى لا يعرف امرها احد ، فلقد بدا الطمع والزهو والغرور يتسلل الى قلبه ، وقال فى عقله " لن استطيع ان اخفي الشجرة ولكن استطيع ان ابعد الناس عن طريقها ، فهذا البئر الذى فى الطريق اليها هو ما يجعل الناس تسلك هذا الطريق ليشربوا منه ، وان اخفيت وردمت هذا البئر وجفت ماءه ستقطع كل الطرق الى الشجرة واكون انا فقط الفائز بها .
وبالفعل احضر الردم والاحجار واخذ يردم فى البئر حتى اختفى تماما وجف ماءه ، ورجع مسرعا الى قصرة قبل بزوغ الفجر حتى لا يعلم احد من البلده بأمرة شئ .
وعاد وجلس فى قصرة يتباهى به ويتفاخر ، حتى اذا ما قدم احد من اهالى البلده يطلب منه مساعده تكبر عليه وطرده ، وفى يوم من الايام قدم اليه الكهل وهو يخفي وجهه يطلب من المساعده ، فنهرة وطرده وقال له : الا تستحي يارجل انا من صنعت هذا المال وانت تأتي لتاخذ منه اذهب عني واخرج من قصرى ، وأمر الخدم الا يدخلون احد من سكان البلده اليه .
وظل حاله هكذا ، واهل البلده في حيرة من امرهم !! فما بدل حاله هكذا !!؟؟ فقد كان فقيرا نعطف عليه ، وعندما رزقه الله اعطانا من الرزق ، فما باله الان يتكبر علينا وينهرنا !!؟؟
وفى احد الايام خرج من قصرة ليلا ليجمع بعض الاغصان الذهبيه ، وظل يمشي فى اتجاه الشجرة حتى وصل اليها ، واخذ يقطع من اغصانها فلم يجد ذهبا ، فوقف متعجباً ونظر الى الشجرة وقال اين ذهب ذهبك !!!!؟؟؟؟
فى هذه اللحظه ظهر له الرجل الكهل مرة اخرى وقال له : يابني فى نفس هذا المكان قلت لك الرزق بيد الله ، وقلت لك لا تجعل شيطانك يحدثك انك صنعت هذا ، فقد رزقك الله الكثير ولكنك لم تحتاط من لذغة الثعبان ، فقد ردمت البئر الذى ترتوى منه االشجرة ومنعت عنها الماء لتنمو ، وها انت تحصد نتيجه فعلك .
لك الله يابنى ، واستغفر ربك فانت اسأت استخدام نعم الله عليك .
فتذكر الرجل الحلم وعرف معني اللدغه واخذ يلوم نفسه باكيا وهو عائد الى بلدته ، فقد كان اهل البلده تمكنوا من دخول قصرة وحطموا كل ما به واحرقوه عن اخره من شده نقمتهم عليه وعلى افعاله معهم ، فذهب يسحب اذيال الخيبه والحسرة خلفه الى كوخه القديم .
وقابله الرجل الكهل على باب كوخه القديم
وقال له يابني :
لا تردم بئر بعد ان ترتوى منه فالغباء ان تعتقد انك ارتويت الى الابد والغباء الاعظم انك تعتقد ان الله جعل البئر لك وحدك .
|
|
| |
|