[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحملة الصليبية الأولى هي الحملة التي أطلقها البابا أوربانوس الثاني سنة 1095 في كليرمونت جنوب فرنسا لتخليص القدس وعموم الأرض المقدسة من يد المسلمين وأرجاعها للسيطرة المسيحية.
تألفت الحملة من 4 جيوش أقطاعية بقيادة كل من جودفري دوق اللورين وريموند صنجيل دوق الناربون وبوهيموند كونت تورانتو وروبرت دوق النورماندي.
أفترق أمراء الحملة الأولى في 4 طرق وأجتمتعوا في القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية أستمر زحفهم حتى وصلوا إلى القدس واستولوا عليها في يوليو من عام 1099 بعد حصار أستمرا شهرا كاملا ،أستطاع الصليبيون تأسيس مملكة بيت المقدس وغيرها من الممالك الصليبية. ورغم أن هذه المكاسب دامت أقل من قرنين، فإن الحملة الصليبية الأولى تعد نقطة تحول رئيسية في توسع القوى الغربية، وكذلك أول خطوة كبرى لإعادة فتح التجارة الدولية في الغرب منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية.وكانت الحملة الصليبية الوحيدة - بعكس الحملات اللاحقة- التي حققت هدفها المعلن
محتويات
الشرق في نهايات القرن الحادي عشر
كان جوار أوروبا الغربية المباشر جنوبا هو الإمبراطورية البيزنطية، والتي كانت مسيحية ولكنها كانت إتبعت نهجا أرثوذكسيا شرقيا مختلفا من زمن. وتحت حكم الإمبراطور الكسيوس الأول كومنينوس، كانت الإمبراطورية محصورة بين أوروبا والشواطئ الغربية للأناضول، وواجهت عداوة النورمان في الغرب والسلاجقة في الشرق. وبالإتجاه شرقا كانت الأناضول وسوريا وفلسطين ومصر كلها تحت الحكم الإسلامي، ولكنها كانت منقسمة سياسيا وإلى حد ما ثقافيا في زمن الحملة الصليبية الأولى، مما ساهم في نجاح تلك الحملة.
كانت كل من سوريا والأناضول تحت سيطرة السلاجقة السنة، والتي كانت إمبراطورية واحدة كبيرة، ولكن في تلك الفترة كانت منقسمة إلى دويلات أصغر. وكان ألب أرسلان قد هزم البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071 وضمّوا الكثير من الأناضول لمناطق السلاجقة، ولكن هذه الإمبراطورية إنقسمت بحرب أهلية بعد وفاة ملكشاه الأول سنة 1092. وفي دولة سلاجقة الروم في الأناضول، خلف قلج أرسلان ملكشاه، وفي سوريا خلفه تتش بن ألب أرسلان الذي توفي عام 1095. فورث أبناء تتش رضوان ودقاق حلب ودمشق على الترتيب، مقسمين سوريا إلى إمارات يعادي بعضها بعضا، كما تعادي كربغا أتابيك الموصل. وكانت هذه الدويلات أكثر اهتماما في الحفاظ على مناطقها وكسب مناطق جديدة من جيرانها أكثر من اهتمامها بالتعاون ضد الحملة الصليبية.
وفي مكان آخر تحت السيطرة الاسمية للسلاجقة كان الأرتقيون في شمال شرق سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين. سيطروا على القدس حتى عام 1098. وفي شرق الاناضول وشمال سوريا كان هناك دولة أسسها الدنشمنديون، مرتزقة سلاجقة؛ لم يكن للصليبيين اتصال يذكر مع أي من المجموعتين إلى ما بعد الحملة. كما أصبح الحشاشون ذوي دور مهم في شؤون سوريا.
كانت مصر وأجزاء كبيرة من فلسطين تحت سيطرة الفاطميون الشيعة، الذين تقلصت مساحة دولتهم بشكل ملحوظ منذ وصول السلاجقة؛ نصح ألكسيوس الأول الصليبين بأن يتعاونوا مع الفاطميين ضد عدوهم المشترك متمثلا بالسلاجقة. أما الفاطميين، يحكمهم في ذلك الوقت الخليفة المستعلي (مع أن السلطة الحقيقية كانت بيد الوزيد الأفضل شاهنشاه)، خسرت القدس لمصلحة السلاجقة عام 1076، ولكن عادوا ليسطروا عليها من الأرتقيين عام 1098 حين كانت القوات الصليبية تتحرك. لم يعتبر الفاطميون في البدء الحملة الصليبية خطرا يهددهم، مفترضين أنهم أرسلوا من قبل البيزنطيين وأنهم سينشغلون بالسيطرة على سوريا، وأنهم لن يصلوا فلسطين؛ فلم يرسلوا أي جيوش لوقف الصليبيين حتى وصل الصليبييون فعلا إلى القدس.
التتابع الزمني لأحداث الحملة
انعقاد مجمع كليرمون
في مارس 1095 أرسل ألكسيوس الأول مرسليه إلى مجمع بياشنزا ليطلب من أوربانوس المساعدة ضد الأتراك. تلقى البابا أوربانوس طلب الإمبراطور بكثير من الحفاوة، فكان يتمنى بأن يلتأم الشرخ بين الكنيستين الذي كان عمره 40 عاما، وأراد إعادة توحيد الكنيسة تحت السلطة البابوية كرئيس أساقفة العالم، وذلك بمساعدة الكنائس الشرقية لدى استصراخها.
وفي مجمع كليرمون، الذي عقد في وسط فرنسا في نوفمبر 1095، ألقى أوربانوس خطبة مليئة بالعواطف لحشد كبير من النبلاء ورجال الدين الفرنسيين. فدعى الحضور إلى انتزاع السيطرة على القدس من يد المسلمين. وقال إن فرنسا قد إكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب: "دعوا اللصوص يصبحون فرسانا." وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة. هاجت الحشود وهاجت بحماس قائلة:"Deus lo vult!" ("هي إرادة الرب!").
خطبة أوربان هي واحدة من أهم الخطب في تاريخ أوروبا. وهناك العديد من نسخ الخطبة المختلفة، ولكنها جميعا كتبت بعد السيطرة على القدس، ومن الصعب معرفة ما قيل فعلا وما تم إضافته بعد الأحداث ونجاح الحملة. ولكن من المؤكد أن ردة الفعل على الخطاب كانت أكبر من المتوقع. ولبقية سنة 1095 ولعام 1096، نشر أوربان الرسالة في أنحاء فرنسا، وحث أساقفته وكهنته بأن يعظوا في أسقفياتهم في بقية مناطق فرنسا وألمانيا وإيطاليا أيضا. حاول اوربان منع أشخاص معينين (من ضمنهم النساء والرهبان والمرضى) من الإنضمام للحملة، ولكنه وجد ذلك شبه مستحيل. وفي النهاية كان السواد الأعضم من هؤلاء الذين إنضموا للحملة الصليبية من غير الفرسان، ولكنهم كانوا أقنانًا ولم يكونوا اثرياء ولديهم قليل من المهارة في أساليب القتال، ولكن المعتقدات بأهمية أحداث الألفية والنبوءة وجدت منفذا أخرجت هؤلاء من اضطهاد حياتهم اليومية، في حميم من المشاعر الجديدة والتقوى الذاتية لم يكن من السهل السيطرة عليها من قبل الأرستقراطية والأرستقراطية الدينية.
حملة الفقراء
تحرك الحملة
تحركت في اغسطس عام 1096 من اللورين بقيادة جودفري وانضم إليها اتباعه (اخوه الأكبر الكونت يفتسافي من بولون واخوه الاصغر بالدوين البولوني، كما أنضم بودوان له بورغ ابن عم غودفري، والكونت بودوان من اينو والكونت رينو من تول) على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء، مشت هذه الفصائل على طريق الراين- الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء. حتي وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096.
وفي 6 مايو أجتمعت القوات الصليبية بعد عبورها مضيق البسفور لحصار مدينة نيقية ،وقدم امبراطور القسطنطينية اليكسيوس كومينن الامدادات للصليبيين من المؤنة إلى الأت الحصار أستمر الحصار حتى 26 يونيو حيث أستسلمت المدينة لقوات ألكسيوس ومنع ألكسيوس قوات الصليبيين من دخول المدينة ونهبها وأمتصاصا لغضبهم قدم لهم الهبات والمنح للأمراء وطبقات الفرسان وامر بتوزيع قطع نحاسية على المشاة.
بعد تسليم مدينة للقوات البيزنطية تقدمت قوات الصليبيين إلى القدس وخلال المسير تقرر تقسيم الجيش إلى قسمين نظرا لكثرته على ان تكون المسافة الفاصلة بينهما مسيرة يومين، وفي هذه الأثناء حشد قلج ارسلان حاكم قونية جموعه صد الصليبيين بعدما اخذوا منه نيقية إلا انه تعرض لهزيمة شديدة في معركة ضورليوم ومهد هذا النصر للصليبيين الأستيلاء على على مدن وحصون عديدة في الأنضول بسبب إخلاء السلاجقة لها أو معاونة الارمن لهم.
وقبل مسير الصليبيين إلى انطاكية لحصارها انفصل بلدوين عن الجيش الرئيسي مصطحبا معه 80 فارسا بعدما طلب منه اهالي الرها القدوم اليهم لنجدتهم.
وكانت الرها تحكم من قبل امير أرمني يسمى طوروس الذي كان يخضع للسلاجقة وأراد طوروس ان يكون بلدوين وفرسانة جندا له بعدما سمع بانتصارات الصليبيين إلا أن فكرة ان يكون بلدوين وفرسانه جندا لطوروس لم يتقبلها بلدوين فتقرر ان يتبنى طوروس بلدوين كأبنا له لاسيما كون طوروس رجلا عقيما ومسنا.
قامت بعدها ثورة في الرها أسفرت عن مقتل طوروس وتنصيب بلدوين حاكما على الرها كوريث لطوروس.
اما الجيش الرئيسي لصليبيين تابع مسيرة حتى أنطاكية حيث أستمر في حصارها طوال ثمانية أشهر أبتداء من العشرين أكتوبر حتى صبيحة اليوم الثالث من يوليو حيث دخل الصليبيين انطاكيه بعد خيانة أحد المستحفظين على الابراج ويدعى فيروز الذي مهد لهم للصعود إلى أحد الابراج وفتح الأبواب والدخول إلى المدينة.
واسفرت الحملة الأولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة بيت المقدس بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى ،كإمارة الرها وانطاكية وطرابلس بالشام.
ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا في الهزيمة التي تعرضوا لها، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة ،والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها.وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الأفضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه فر بعدها امام جيوش الصليبيين التي استكملت السيطرة على غالبية الأراضي المقدسة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]