الفأر ميكي Mickey Mouse منقذ والت ديزني...
بينما كانت شركته تشهد حالة من الإفلاس وجد والت ديزني الخلاص في شخصية فأر حنون ومستدير الرأس
لها - خاص بلانيت سندكيشن
ينبت السؤال فجأة: لماذا؟ ثم يدفعنا فضولنا إلى تذكر أسئلة ال«كيف؟» وال«متى؟» و«ما هي القصة الأصلية؟» قصة عطر أو اسم أو وردة... أشياء تعيش معنا ونعيش معها، أشياء نحتاج إليها كل لحظة ونتعامل معها كأنها وجدت قبلنا وكأنها بلا تاريخ ثم ننتبه فجأة إلى أننا نجهل عنها بداياتها، وجودها الأول. وإذا سألنا أنفسنا لماذا وجدت؟ وكيف؟ ومتى؟ نكتشف أننا نحتاج أن نعرف القصة الأولى، القصة الأصلية ونبحث عمّن يحكيها لنا ثم نحكيها بدورنا... هنا نحكي لكم قصصاً أولى، قصصاً أصلية وبدايات...
منذ صغره، كان والت ديزني، ابن المزرعة في ولاية ميسوري، يعشق الرسم. وفي العام 1920، بدأ الشاب البالغ من العمر 19 عاماً حياته المهنية كرسام كريكاتوري في مجال الإعلانات في مدينة كانساس، ولكن ما أذهل ديزني فعلاً كانت الصناعة الصاعدة للرسوم المتحركة في عالم السينما.
ترك ديزني وظيفته في العام 1922 وأسس استديو Laugh-O-Gram وراح يعدّ الرسوم المتحركة مستوحياً إياها من القصص الخرافية الشهيرة. وعندما باءت مغامرته هذه بالفشل، أقنعه شقيقه روي بالانتقال الى هوليوود. وهناك أسس الشقيقان معاً استديو الأخوين ديزني Disney Brothers Studio في موقف سيارات عمّهما مستخدمين 3 آلاف دولار أميركي اقترض من مختلف أفراد عائلتهما. وسرعان ما فاوضت الشركة على صفقة نشر مع شركة وينكلر للأفلام Winkler Pictures ومقرها مدينة نيويورك بإدارة تشارلز منتز.
أثناء عمله مع شركة وينكلر للأفلام، ابتكر ديزني شخصية تدعى أوزوالد الأرنب المحظوظ Oswald the Lucky Rabbit. وبينما راحت شعبية أوسوالد تزداد، رأى مينتس فرصة لزيادة الأرباح الى أقصى حد ممكن عبر امتلاك شركته لشخصية أوزوالد. وفي العام 1927، اصطاد رجل الأعمال في شكل غير قانوني معظم موظفي استديو الأخوين ديزني، وخلال اجتماع في مدينة نيويورك صُدم ديزني إذ اكتشف أن ملكية شخصية أوزوالد لم تعد تخصه.
من دون شخصية أوزوالد والموظفين، واجهت شركة ديزني الإفلاس. وبينما كان يتأمّل موقفه الحرج في طريق عودته الى هوليوود على متن القطار، أدرك ديزني الشاب البالغ من العمر 26 عاماً أن عليه ابتكار شخصية أخرى توازي شعبيتها شعبية شخصية أوزوالد. وراح يرسم بطريقة عابثة بعض الدوائر البسيطة، وقبل أن يصل القطار الى مدينة لوس أنجليس، كان الفأر مورتيمر Mortimer Mouse قد أبصر النور. وعندما عرض ديزني ابتكاره الجديد على زوجته ليليان التي كانت تبلغ من العمر في حينها 28 عاماً، قالت له إن اسم مورتيمر طنان جداً واقترحت عليه أن يستبدله باسم ميكي Mickey.
ظهر الفأران ميكي وميني للمرة الأولى في الفيلم القصير للرسوم المتحركة تحت عنوان Plane Crazy في العام 1928، ولكنه فشل في استقطاب انتباه روّاد السينما ومخيلتهم. ولقيت الفكرة التالية لديزني تحت عنوان Gallopin_ Gaucho أيضاً في العام 1928 اللامبالاة نفسها من الناس ورفضها الموزّعون.
ومع ظهور الأفلام الناطقة، بدأت صالات السينما تركّب معدات صوتية، وقرر ديزني وضع خطة ناجحة في هذه التقنية الجديدة. فاستثمر كل ما لديه في الظهور الثالث للفأر ميكي في فيلم قصير من الرسوم المتحركة يدعى Steamboat Willy، وكان فيلم الرسوم المتحركة الأول الذي يستعمل الصوت المتزامن في شكل تام. وإذ كان ديزني يؤدي صوتي الفأرين ميكي وميني، عُرض الفيلم القصير للمرة الأولى في مدينة نيويورك في تشرين الثاني/نوفمبر 1928 وحقق نجاحاً كبيراً على الفور.
واستمر الفأر الظريف ولعب دور البطولة في أكثر من 120 فيلماً للرسوم المتحركة واستحق جائزة أوسكار مميزة لمبتكره في العام 1932. في العام 2005، حققت شركة والت ديزني إيرادات إجمالية بقيمة 31.9 مليار دولار أميركي، ولكن كما علّق ديزني مرة بكل تواضع قائلاً: «آمل ألا ننسى أبداً أمراً واحداً وهو أن كل هذا النجاح انطلق من فأر».
لها