بدء فرز الأصوات في الاستفتاء علي مصير جنوب السودان
النتائج الأولية: الأغلبية الساحقة اختارت الانفصال
سلفا كير يدعو إلي »مسامحة« الشماليين.. والبشير يعتبر الجنوب عبئا علي البلاد
الأخبار
بدأت عملية فرز الأصوات في السودان بعد انتهاء التصويت في الاستفتاء علي مصير الجنوب.واظهرت النتائج الاولية في عدد من مكاتب جوبا عاصمة جنوب السودان ان اغلبية ساحقة من الناخبين اختارت الانفصال. وفي اول كلمة له بعد انتهاء الاستفتاء, دعا رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير امس الجنوبيين الي "مسامحة" الشماليين علي الحروب التي خاضوها ضدهم. وقال كير في كلمة القاها في اعقاب قداس اقيم في كاتدرائية القديسة تريزا للكاثوليك في جوبا وسط اجواء من الفرح "من اجل اشقائنا وشقيقاتنا الذين فقدناهم، وخصوصا الذين رحلوا عنا خلال المعارك، ليباركهم الله وليعطهم الراحة الابدية، اما نحن فعلينا مثلما فعل السيد المسيح علي الصليب ان نغفر للذين تسببوا بقتلهم". وفي المقابل, رفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير مجددا الاتهامات الموجهة الي الشمال باضطهاد الجنوب ما تسبب بالانفصال. وقال في كلمة القاها في منطقة العيلفون المجاورة للخرطوم "ان الحرب بالجنوب بدأت في عام 1955 قبل الاستقلال وان الجنوب ظل عبئا علي السودان منذ الاستقلال".واكد البشير ان "لا تراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود" مضيفا "لا دولة علمانية او مدنية في السودان". واتهم "اعداء السودان بالعمل علي تفتيته وتقسيمه الي عرقيات وطوائف".
وذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان النتائج الاولية في بعض مكاتب جوبا اظهرت ان نسبة مؤيدي الانفصال تصل تقريبا الي نحو 98٪. وفي لندن, أعلنت أولي نتائج التصويت حيث صوتت الغالبية الساحقة لصالح الانفصال. وصوت 97 في المائة من اصل 640 شخصا لصالح الدولة المستقلة. وقد قابل المواطنون الجنوبيون في لندن إعلان النتائج بالعناق والرقص والتلويح بأعلام الجيش الشعبي لتحرير السودان.ونقلت وكالة السودان الرسمية للأنباء (سونا) أن معظم المراكز بالخرطوم أنهت عملية العد، وتراوحت النتائج بين تغليب خيار الوحدة والانفصال.وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت أبوابها أمس الاول معلنة انتهاء عملية التصويت في الاستفتاء التي استمرت أسبوعاً كاملاً. وقالت مفوضية الاستفتاء إن نسبة المشاركة استوفت نسبة 60٪ مما يجعله صحيحا طبقا للقانون. ووصف رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل عملية الاستفتاء في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون السوداني بأنها "إنجاز كبير". واعلن مسئول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ان الحزب سيقبل بنتيجة الاستفتاء الخاص بمستقبل الجنوب مهما كانت مضيفا ان الاستفتاء جري في هدوء وسلاسة وكان علي درجة كبيرة من الحرية والنزاهة. وغداة انتهاء اعمال الاستفتاء صدرت الصحف السودانية في الشمال والجنوب علي حد سواء وهي تتعاطي مع الانفصال علي انه واقع لا محالة، وتطرقت الي سبل مواجهة الواقع التقسيمي الجديد.ودعت صحيفة "الايام" المستقلة الي "التعاون العقلاني مع الواقع الجديد لان الاسابيع القليلة القادمة والممتدة من اليوم وحتي نهاية الفترة الانتقالية في يوليو القادم ستكون مرحلة بالغة الاهمية بالنسبة لرسم معالم العلاقة المستقبلية بين دولة الجنوب ودولة الشمال". ومن جهتها قالت صحيفة "ذي سيتيزين" الجنوبية في افتتاحيتها "ان ابيي بالنسبة الينا هي باهمية فلسطين بالنسبة الي العالم العربي، ان اهل ابيي هم اهلنا وارض ابيي هي هبة من الله لهم".واضافت "لا يمكن ان نقيم علاقة صداقة مع الخرطوم وابيي رهينة.
وقد اشاد المراقبون الدوليون، بالتصويت واعتبروه ناجحا. ودعا السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون السودانيين والمؤسسات السودانية الي "الصبر وضبط النفس".