PORTSAIDCAFE
المراة أذكى من الرجل
الباحث فورنهام يقلب الطاولة ويحسم الجدل
هل فعلاً ما يتم تداوله عن النساء منذ مئات السنين بانهن ناقصات عقل ودين هو حقا صحيح أم إن المقصود غير ذلك ويحتمل اكثر من معنى خصوصا اذا أخذنا بالاعتبار ظروف المراة قديماً وحديثاً؟ ثم هناك من الآيات المقدسة في بطون الكتب المقدسة التي قد تحمل في طياتها تفاسير هي لخير البشرية بل هي تنبض في كل زمان ومكان ولا يجوز ان يستغلها الناس لاسباغ ما يريدون على غيرهم لغايات قبيحة في نفوسهم.
والمراة ناضلت بجد بل قدمت نفسها في كثير من الأحيان شهيدة على مذبح الحرية والتعليم والمساواة، هذه المراة التي منذ الجاهلية كانت عرضة للوأد مخافة العار وغالبا كانت كسقط المتاع فقط لخدمة الرجل واشباع غرائزه ومتعته وكانها آلة لحمل الأطفال تذوق ما تذوق من القهر والعنف والتعسف.. حتى في تلك الغضون المكفهرة كانت المراة تناضل وتتعلم وتتفوق فظهرت المراة الشجاعة والشاعرة والمبدعة والتي بالطبع انجبت العظماء..
ثم، وبعد احترام الاديان السماوية للمراة وجدنا ان الشعوب على كافتها لا تزال تحقّر المراة وتنظر اليها على انها فقط الزوجة المطيعة التي ليس لها ان تبدي بآرائها والتي ليس من حقها ان تتساوى بـ "سي السيد"، وآخرون راحوا يحرمونها من التعلم، وآخرون يتحرشون بها ويقتلونها بدم بارد لأنها برأيهم لطخة عار على جبينهم الناصع!!
وليس هذا فحسب بل أمست المراة بنظرهم دائما صاحبة العقل الصغير او بالاحرى ما يشبهونها به على الدوام (عقل المراة كعقل الدجاجة) والتي مطلوب منها ان تكون جميلة وتصمت.. لكن، وعلى الرغم من تفوقها في كافة الميادين وتميزها المشهود له في القرن العشرين ظلت المراة الحلقة الأضعف والكائن الذي يجب عليه ان يستند على الرجل كرمز للسلطة والقوة والحماية.. وما يحز في قلوب النساء قبل الرجال ان المراة الضعيفة اثبتت قوتها من خلال اتكالها على نفسها فعلا واثبتت انها ندة الرجل ومثالنا على ذلك الارملة او المطلقة اللتان بالفعل نجحتا بتحمل المسؤولية في مواقع كثيرة من خلال النجاح في العمل وتربية الاطفال من دون الرجل.. بالاضافة لسطوع نجمها في دنيا الاعمال والمال والاسهم والبورصات (التي يعتقد الرجل انها حكراً له وحده) واحرازها الملايين ومن دون الرجل..
من جانب آخر، إن موسوعات القرن العشرين وصحفه وكتبه تكاد تنطق بما تميزت به المراة.. لكن المؤسف ان الرجال ظلوا يرون ان ذكاءهم يفوق باضعاف ذكاءها! وبقيت المراة المديرة او النائبة او الوزيرة او حتى الرئيسة بقيت في نهاية الامر امراة.. اي بعقل دجاجة.. ودليلهم على ذلك ان الفلاسفة معظمهم من الرجال وقلما سمعنا عن فيلسوفة..
والمحزن ان المراة وبسبب هذه النظرة اليها اصبح لزاما عليها ان تحتمل ضغط الوالد او الاخ ثم الزوج والمجتمع فهؤلاء هم الحلقة الاقوى، وتصبح هي على الدوام موضوعا قابلا للعنف والضرب والتحرش حتى في مكان العمل والابشع ان تكون هذه (الغبية) مادة للاتجار بها وجعلها مومسا رخيصة في بلدان عدة من العالم.. كل ذلك لانها بنظرهم ناقصة ذكاء بل حتى اصبحت لا تفتخر بذكائها وان افتخرت فلا بد ان تهتز ثقتها بنفسها فتشجع غيرها على ان يقول عنها (غبية) بدل من ان تعترف بذكائها وتثبته او تعتز به.
دراسات عديدة عن الرجل وعن المراة وعن جسدهما ودماغهما وردات فعل كل واحد منهما. غالبا ما تكون النتيجة ان الرجل هو الاقوى والاذكى وردات فعله تمتاز بالعقلانية في حين ان المراة (الام) هي الاكثر حنانا وعاطفة وغالبا فان الهرمون هو الذي يتحكم بتصرفاتها كما ان الدورة الشهرية قد تصيبها احيانا بالجنون وفي ذلك ان معظم الجرائم اقترفتها النساء وهن في حالة الطمث.
لكن دراسة بريطانية ظهرت مؤخراً يبدو انها ستقلب الطاولة على ذكاء الرجال ولعلها ستغير كثيرا من النظر الى هذا الكائن المستضعف الذي لم يبخل الله عليه لا بنعم الذكاء ولا الجمال ولا العاطفة وصدق من قال اننا سواسية الا بالتقوى، ولعل هذه الدراسة ستكون كنوع من رد الاعتبار لمن تم وأدهن او حرمانهن من ابسط حقوق البشر .
ووفقاً لما اذاعه راديو لندن نقلاً عن احد المواقع الالكترونية قام الباحث ادريان فورنهام (أستاذ بريطاني متخصص في علم النفس) بإجراء بحث متعمق تم تطبيقه على الآلاف من الأشخاص من ثلاثين دولة مختلفة، وأظهرت النتيجة أن الرجال يعتقدون أنهم الأذكى، ولكنه في الواقع غير ذلك، حسب الدراسة.
وقال فورنهام: "إن الرجال في مختلف دول العالم يعتقدون أنهم أكثر ذكاءً من النساء، لكن الدراسة الجديدة تؤكد أنهم ليسوا الأذكى". وقال متسائلاً: "هل الرجال يبالغون في تقديرهم لذكائهم، أم إن النساء يقللن من قدر أنفسهن". وأشار فورنهام إلى أنه وجد أن النساء عادة هن أكثر تواضعا في الكشف عن مواهبهن العقلية في مقابل الرجال.
فهل الدراسة ستحسم الجدل الذي قام منذ عصور لمعرفة من هو الأذكى المراة ام الرجل؟ أم إنها حسمت الجدل فعلاً وكان ان النساء اذكى من الرجال؟
نقلا عن بنت نت