نقلا عن : http://www.gn4me.com
البحث عن الرشاقة هو حلم كل امرأة، والهوس بالريجيم هو أيضاً مشكلة كل امرأة المسألة تعدت حدود المعقول إلي ما يشبه الفوضي فأصبح البحث عن الرشاقة سببا لكثير من الأمراض التي تصيب النساء.
هشاشة العظام.. الأنيميا، ضعف الجهاز المناعي.. أمراض القلب.. والعقم.
واليوم ندق ناقوس الخطر من فوضي الريجيم من خلال آراء ونصائح عدد من الأطباء وخبراء التغذية والصحة العامة.
شروط الريجيم
د. مصطفي نوفل أستاذ علوم الأغذية بجامعة الأزهر يقول:
ـ للأسف هناك طرق شائعة للريجيم تعتمد علي المادة الغذائية الواحدة، مما يحرم الجسم من احتياجاته الضرورية ويجعله فريسة سهلة للأمراض، ويعطل جهاز المناعة الذي يعتبر بمثابة حائط الصد للجسم ضد الفيروسات والأمراض التي تهدده، فمثلاً اختفاء البروتينات والفيتامينات من أي نظام للريجيم يعوق الأعضاء من القيام بوظائفها، فالجسم يحتاج إلي 40 مكوناً غذائيا يومياً وهي لا تتوافر في مادة أو نوع غذائي واحد وإنما تتنوع بين الأغذية المختلفة من بروتينات ونشويات وسكريات ودهون وفيتامينات.
وأي نقص في أي مادة غذائية يسبب الآتي:
1 ـ نقص فيتامين (أ) يسبب مشاكل في الرؤية والجلد.
2 ـ نقص فيتامين (B) يصيب الإنسان بالتوتر ومشاكل في الأعصاب.
3 ـ نقص الحديد والزنك في الطعام يؤدي إلي الإصابة بالأنيميا وفقر الدم.
4 ـ نقص الكالسيوم يصيب الإنسان بهشاشة العظام.
5 ـ نقص البروتينات يضعف جهاز المناعة.
6 ـ نقص فيتامين (C) يؤدي إلي نزيف في الأسنان واللثة ويضعف المناعة.
ويضيف د. مصطفي سر فشل معظم أنواع الريجيم السائدة هو عدم مراعاة احتياجات الجسم لإمداده بالطاقة اللازمة لأنه لا يعقل أن يعيش الإنسان علي الخضار أو المسلوق أو الفواكه والخضروات فحتي الدهون مطلوبة لحماية الأعضاء الداخلية للجسم لأنها بمثابة الدرع الواقي لها، لذلك فأي نظام للريجيم يشترط لنجاحه توافر كل احتياجات الجسم مع الاعتدال والتنوع والتوازن إلي جانب ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني بصورة يومية لأنها لا تفيد فقط في حرق الدهون المخزنة بالجسم، لكن تؤدي إلي سرعة احتراق الوجبة الغذائية بما لا يحولها إلي دهون في الجسم ويستمر تأثيرها الصحي طوال اليوم.
الضغط وأشياء أخري
د. خالد القرموطي استشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد يقول:
الريجيم المتكرر يصيب الإنسان بالإرهاق وعدم قدرة الجسم علي القيام بوظائفه وانخفاض ضغط الدم إلي جانب أن فقدان الأملاح المعدنية بالجسم يؤدي إلي ارتباك وخلل في ضربات القلب.
بالإضافة إلي مشكلة أخري تظهر لدي السيدات وهي اضطرابات في الدورة الشهرية وأحياناً انقطاعها وبالتالي عدم القدرة علي الإنجاب، وللأسف هناك ظاهرة منتشرة بين الفتيات وهي موضة النحافة رغم عدم الحاجة لذلك لأن الجسم يحتاج إلي كمية معينة بالدهون التي ترتبط بالهرمونات الأنثوية ونقص كمية الدهون عن المعدل الطبيعي لها تسبب اضطرابات في الدورة.
ممنوع الاقتراب
الذين يلجأون للريجيم المتكرر هم أكثر الناس عرضة للوفاة مبكراً بأمراض القلب هذا ما يؤكده د. مدحت الشامي استشاري المناعة والصحة العامة وعضو الجمعية المصرية للميكربيولوجي والمناعة.
الذين يتبعون نظم الريجيم القاسية مع عدم ممارسة الرياضة أكثر عرضة لحدوث فتق إربي وترهل في العضلات خصوصا البطن وتجاعيد الوجه وفقدان الجسم لنسيجه العضلي ويزداد احتمال سقوط الكليتين لفقدان المخدة الدهنية المسنودة عليها، لأن الشخص المصاب بالسمنة يجعل السعرات التي يفقدها أكثر من التي يأكلها، فمثلاً لكي يفقد الجسم كيلوجراما واحدا من الدهون يحتاج لحرق 9000 سعر دون تعويضها بالطعام، لذلك يضطر الجسم إلي استخدام ما به من مخازن ليشبع هذه الفجوة وأهم هذه المخازن هي العضلات والكبد وبعد ذلك يبدأ السحب من مخازن الدهون.
ويشير د. الشامي إلي أن الذين يحتفظون بأوزانهم ثم يستعيدون ما فقدوه يموتون أصغر سنا من الذين لا يحاولون انقاص أوزانهم وهذا ما أكدته التجارب والأبحاث العالمية. أما بالنسبة لكثرة تناول الأدوية التي تساعد علي انقاص الوزن وتقليل الشهية فيؤدي إلي تعرض صمامات القلب للضرر البالغ وقد اظهرت نتائج التجارب التي أجريت علي من يتناولون هذه الأدوية بكثرة إصابتهم بخلل في أداء صمام الشريان الأورطي أو التاجي حيث وجد أن جزءاً من الدم المتدفق إلي القلب يرتد مرة أخري مما يؤدي إلي الإصابة بأمراض القلب وعدم قدرته علي القيام بوظائفه الأساسية إلي جانب اضطرابات الجهاز العصبي وتشوه الأجنة.
وينصح د. الشامي بثلاث قواعد لابد أن يقوم عليها أي ريجيم أولها نظام غذائي خاص بكل شخص حسب احتياجاته الغذائية التي يتطلبها دون حرمان الجسم من أي عنصر رئيسي ومهم لنموه.
ثانياً: نظام حركي رياضي أي ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها.
ثالثا: نظام سلوكي بتغيير النمط السلوكي بدءاً بالعادات المتعلقة بتناول الطعام مثل الربط بين المناسبات كالأعياد وشهر رمضان وكثرة تناول الأطعمة إلي جانب الحرص علي البطء في تناول الطعام لأن التهام الطعام بسرعة لا يعطي المعدة فرصة لكي ترسل مؤثراتها إلي المخ تفيد بالامتلاء وبالتالي يتأخر المخ في إصدار أوامر إلي مراكز الشبع حتي يشعر الإنسان بالرغبة في التوقف عن الطعام، وهذا يفسر حرص الصينيين علي استعمال أدوات مائدة صغيرة وتناول الطعام بزوج صغير من العصي لإطالة فترة تناول الطعام. وبالتالي نجد أقل نسبة إصابة بالسمنة لهذا السبب ناهيك عن حرصهم علي الرياضة خاصة ركوب الدراجات.
للسمنة فقط
تكرار الريجيم أو الانقطاع لفترة ثم العودة مرة أخري يعطي الجسم مناعة لعدم الاستجابة ومن هنا يفقد الريجيم جدواه وفاعليته هذا ما أكده د. ماهر القبلاوي أستاذ العلاج الطبيعي ورئيس جمعية الشرق الأوسط للعلاج البديل ويضيف إلي أن تكرار الريجيم الخاطيء يؤثر علي الخلايا الطبيعية التي تعتبر جزءاً رئيسيا من مناعة الجسم ضد الأمراض والأجسام الغريبة التي تهاجمه.
ويطالب د. القبلاوي بضرورة التوعية بأهمية الريجيم لكل فرد وتغيير الصورة السلبية للريجيم وقصره علي المصابين بالسمنة فقط لأن هذه نظرة خاطئة فلكل شخص نظامه الغذائي الذي يجب الالتزام به حسب احتياجات جسمه وبناء علي استشارة الطبيب المتخصص دون إفراط أو مبالغة في هذا النظام الغذائي حتي لا نفاجأ فيما بعد بالإصابة بأمراض سوء التغذية وضعف جهاز المناعة ويكون من الصعب علاجها.